المصادرة السياسية !
لا أعلم حقاً ماذا فعل البرادعي للشعب ، عندما تتحول أي حاله حوار للخوض في سيرة البرادعي يبدو علي الناس كأنهم يتحدثون عن الشيطان نفسه ، و هم أمام أحد عبيده و ليس تلاميذه ، و ما زالت فكرة ربط غزو العراق بالبرادعي مسيطرة علي العامة ، بل و وصل الأمر بهم إلي التشكيك في مصريته و خوفه علي البلد لأنه سمح لسرائيل بامتلاك السلاح النووي بينما لم يساعدنا علي امتلاكه - يا سلااااااام - ..
الأمر يبدو هيستيرياً و مثيراً للشفقة حقاً ، و أنت تحاول أن تقنع الجميع بأنهم موهومون و أنهم ضحية الإعلام الرسمي الذي وضع علي عاتقه تهميش و تشويه البرادعي خاصة في الفترة التي تلت إعتزامه الترشح لرئاسة الجمهورية ، و أتذكر أني حينها اتهمت البرادعي بقلة الحيلة السياسية و بأنه طلب من الحكومة الفاسدة إصلاح نفسها لتسقط ، و هذا ما لم يكن ممكنناً .
و لن تصدقوني إذا أخبرتكم أن الأمر وصل لإتهامي من قبل زملاء العمل بأني أحصل علي أموال مقابل الدفاع عن وجهه نظري و البرادعي ، بل و أني أعمل كجهاز مخابراتي صغير يعمل بصحبه البرادعي ، و أني أحصل علي آراء الناس من أجل أيصالها للبرادعي و نبني عليها خطط التعامل مع الواقع السياسي الحالي .. حقاً !!!!!
لقد أصابني الذهول و لم أستطع الرد و أنا أستمع للأتهام و كأني حقاً من الفلول ، بل أن أحدهم قالي لي بالنص " أنت فلول و لا ايه " .. فقط لأني أدافع عن وجهه نظر رأوها هدامة ، و عندما ساندني أحد الزملاء ، صرنا نتلقى اللكمات الكلامية واحدة وراء الأخرى و كأننا صهاينة ، و تلقي أسئلة من عينة ، البرادعي ليه ماوقفش في وش أمريكا لما ضربت العراق ، مع ان الجامعة العربية أكتفت بالشجب و الأستنكار و ظلت الدول العربية تدعم الجيش الأمريكي بالبترول و الوقود اللازم لتشغيل مدافعها ، و لكن البرادعي كان يجب عليه أن يمسك مدفع و يحارب إلي جانب الأخوة العراقيين . .. اللعنة . !!
أكثر ما أصابني بالإحباط هو تحجر الرأي الذي أصاب الناس ، فلا يعطون أنفسهم فرصة للتفكير ، البرادعي خاين و عميل و خلاص .. لن نسمعه ، لن نعلم لماذا فعل و لماذا يفعل ، و كيف و أين و متى ؟ .. و أكثر ما فوجئت به هو تصريحهم بأنه من العادي أن ضابط أمن دوله لا يعرف من هو محمد البرادعي لذلك أستوقفه في مطار القاهرة ليتحرى عن أسمه أمنياً ، و بأن البرادعي لم يزر مصر قبل الثورة ، و أنه باراشوت الثورة كما أدعى البعض .
و للعلم فقط ، فأنا لست عضو في الجمعية الوطنية للتغيير ، و يبدو أني سأشترك بها خلال أيام . :)
تعليقات
إرسال تعليق