المشاركات

عرض المشاركات من 2014

مكتبتي #2: طه الغريب .. محمد صادق

صورة
"أحتقرهم لسطحيتهم و برود مشاعرهم.. أحتقر كل من سمح بقتل شئ جميل داخله ليستمر في هذه الدنيا كما يريدها الناس أن تكون.. كلهم يسعون لأن يعيشوا فقط.. لا داعي للأحلام لأنها لا تؤكل العيش.. فتجدين نفسك بلا أية ميزة إلا أنك كررت مسيرة حياة كل من سبقوك.. و عندما تحلمين.. تجدين ألف من يخبروك بأنك بلا فائدة.. وكل ما تفعلينه هراء في هراء.. و دعك من الأوهام و ادخل في الواقع.. كأنهم كلهم فهموا فلسفة الكون وأنت الأبله الذي ما زال يحلم كطفل.. أحتقر كل من أصبح مثل أي شخص آخر بلا أية ميزة... ثم ابتسم بغته قائلاً:  - تخيلي أن أصعد المسرح فقط لأقول لهم..  و صمت لحظات مفكراً، ثم قال مبتسماً:  - لكم كثير احتقاراتي... "  من أكثر المقاطع في الرواية و التي تلخص شخصيه طه الغريب بدقه، صاغها محمد صادق بعناية بالغة، باحكام، فإن أردتم تلخيص كم المشاعر والسخط الذي يعانيه طه، فهذه الجملة هي ملخص واف لأشياء كثيرة بشخص طه المثير للشغف.  القصة دائماً تبدأ من الغلاف، مشكلتى مع الغلاف هو المنظور الثنائي له، بمعنى ان نظرتى أختلفت للغلاف بعد انتهاء القراءة، للوهلة الأولى، أنت أمام غلاف مبدع

أحلام -1- .. الحلم رقم -4-

صورة
هذه الأيام و دون غيرها مما سبق من حياتي أجدني أتذكر و أراجع أحلامي و أمنياتي التي تمنيتها من مولدي و حتى الآن. و لكثرة الأحلام تلك و بعثرتها، قررت أن أرتبها بطريقة ما، قائمة من 10 أحلام وأماني فقط، سأعمل علي تنفيذها تباعاً فيما بقي من أيام العمر.  لا أعلم شيئاً عن ترتيب هذه الأحلام في القائمة المعدة مسبقاً، غير أني أعلم انها غير مكتملة بعد، فالأمنيات و الأحلام غير ثابتة، فبالأمس حلمت حلماً ما.. و اليوم ما هو إلا هراء ماضي لا اتمنى عودته.     أول حلم علي وشك التحقق هو "أسانسير" ..  أول رواية منشورة، لا أعلم سر كون هذا هو الحلم رقم 4 في قائمة العشرة، لكنه بات الآن الأقرب للتحقيق بصورة كبيرة، لكن الحلم لم يبدأ هنا، لم يبدأ اليوم، بل انه سينتهي خلال هذه الأيام علي أقصى تقدير، فالرواية علي وشك أن ترى النور الجليل علي يد المبدع و الناشر الملهم الأستاذ يحيى هاشم، صاحب و مدير عام دار اكتب للنشر و التوزيع.  بدأ الحلم عندما خط القلم أول قصة تافهه لم تحتوي من الأدب أي شئ، بدأ الحلم عندما كان بطله مازن سمير، البطل الذي ساعد في تكوينه أختى الصغرى، و شارك في تطوير الم

خمسة أسباب لأجلها أنهي رحلة الغربة و خمسة أخرى لأجلها يجب أن أستمر ..

19 نوفمبر أقترب بصورة لا أصدقها، و مع أقترابه يقتربت تعاقدي مع شركة أمريكانا من الانتهاء و بات الآن علي اتخاذ القرار، هل أوافق و أجدد هذا التعاقد أم أنصرف بلا رجعه .. حسناً .. لا أدري حتى الآن .. !!! Bonus  Reason  سبب اضافي للعودة  أعتقد أني أضعت بالفعل حفلات لفيروز كراوية بما فيه الكفاية :(  خمسة أسباب تدفعني للرحيل 1. أبي و أمي و جدتي و أختى و أنس و أبو أنس .. و ليلى :)  لا أعتقد أن هناك شيئاً غير واضحاً بالنسبة لهذا السبب  2. أصدقائي (أحمد مجدي، حسام عماد) "Scriptation"  هذا السبب ينقسم لجزأين .. جزء شخصي، أحمد مجدي ليس شخصاً عادياً بالنسبة لي .. و عودتي ستسمح لثلاثتنا بصورة أو بأخري لأستكمال حلماً حلمنا به سوياً و تعبنا من أجله و أصابنا الكسل في كثير الأوقات، لكنه صار مستحيلاً طالما فرقت بيننا المسافات، كنا دائماً في حاجة لنكون أقرب لبعضنا لنصبح أكثر نشاطاً  3. أصدقائي و أخوتى جميعهم .. أخص بالذكر "شلة الستة: يسري و معتوق و عبد الحي و عبد الرحمن و حسين" .. أفتقدكم بصورة لن تستعوبها عقولكم  4. "رنه تليفون" .. ابنتي الأول

للغربة نهاية واحدة

ان تستيقظ صباحاً و انت تفتقد أحضان أمك و دعواتها الملقاة علي مسامعك، أن تخرج دون ان تضع قبلة رضا علي كف أبيك الحاني، أن تعلم أنك ستفوت الفرصة لأن تري ابن أخيك و هو يري النور ليمنحك لقباً جديداً بين ألقابك، أن تشهد نهاية حقبة الدراسة لأختك المشاكسة لتأخذ لقب المهندسة عن جدارة ..  ان لا تسعفك سرعة الانترنت فتكتفي بلقاءات صوتية مع محبوبتك، ان يمنعك البعد من المشاركة الوجودية في قراءة فاتحة هي بداية ارتباط أبدي بمن أختارها قلبك لتشاركك أوجاعه و أفراحه حتى الأبدية ..  ...  أن تفوت فرحه أحد أعز أصدقائك، و تترك آخر للوحدة تقتل أيامه، و أن تذبل أحلامك مع كل نهار.. أن يجف رحيق قلمك مع كل طلعة شمس .. ان تلعن القرار الذي دفعك للغربة كل ليلة و انت تريح رأسك علي وسادتك اليابسة و تطاردك الهواجس و الكوابيس و قلق المنام ..  ..  هذا ما تفعله الغربة .. 

اليوم ليس ككل الأيام :)

صورة
أبي ..  اليوم ليس ككل الأيام .. كل عام و أنت بخير .. اليوم نحتفل معك بيوم مولدك .. و لنذكرك بأنه ليس مولدك وحدك، بل مولدنا جميعاً، أنا و أخوتى و حتى أمى، فكل شئ يدور في ذات الدائرة التي أنت مركزها، اليوم و أنت تتم عامك الستين أخبرك بأن اليوم ليس ككل الأيام، مولدك اليوم ليس ككل مولد مر بك، ليس ككل شمعه أطفأناها سوياً أو أطفأتها يوماً وحيداً أيام ما كنا غيباً، اليوم ليس ككل يوم مر بحياتك قبلاً، و ليس ككل يوم مر بحياتنا أيضاً، اليوم هو يوم ميلاد جديد، فلا تبكي عمراً فات لأنك علي وشك بداية عمر جديد، العام الستين لا يعني شيئاً سوى ترك العمل الحكومي، و هم من آمنوا ان هذا العام هو نهاية العطاء، و لا يدرون ان ها هنا فقط يصل العطاء لذروته، و تبدأ الحياة في الانحناء مع تجاعيد الوجة لتمثل طرقاً و دروباً ممهدة علي عكس ما يبو عليها.  اليوم يمر و أنا لست بالقرب منك للمرة الثانية، عيدك التاسع و الخمسون أيضاً لم أكن معك، فاتتني أهم لحظات حياتك، لا شك أني ابن سئ، و لا أدري لماذا ألوم نفسي الآن علي أشياء كهذه، أشياء لا أدري أن كنت من المفترض أن أشهدها أو لا.. لقد فاتني يوم مولدك من ستين سنة، نع