عيد ميلادي و درس النحو الذي لن أنساه في حياتي !
منذ ثلاثة ايام و لحظي الحسن - علي غير العادة - كان عيد ميلادي ليتوافق مع أول أيام الشهر الكريم ، و بما إني أتميز بالحظ العسر فكان من الضروري أن أصاب بنزلة برد شنيعة منعتني من الأحتفال به حتى في أضيق الحدود - حاسبوا لا أعديكم - .. و من المثير في أمر عيد ميلادي هذا أني دائماً ما أتذكر واقعة طريفة تخص ميلادي و ذكرى تطاردني منذ عرفتها و أظنها ستظل تطاردني لفترة لا بأس بها من الزمن ، و سأعمل جاهداً علي الا تطارد ذكرى مثيلة أولادي - بعد عمر طويل - ..
و الذكرى الشنيعة هذه تذكرني بدرس نحو دمه خفيف ، يجعلني أعاود ذكرى أياماً خوالي مع مدرسي للغة العربية - الأستاذ عبد الباسط مصطفي - و له مني فائق الأحترام ، اللي لو شاف أخطائي النحوية دلوقتي ممكن يتربئ منى .. ما علينا ..
الدرس ببساطه هو قد يعتبر درس عملي أكتر منه نظرى ، فالجملة الخبرية و الجملة الأستفهامية قد لا نميزهم و هم علي الورق لولا علامتى التعجب و الأستفهام و أحياناً النقطة .. و لكن بالتأكيد و أنا أنطق الجملة لن أقول الجملة و في الآخر أقوم أقول .. علامة تعجب .. أو علامة استفهام .. اللي هي مايلة دي و تحتيها نقطة ..
الموضوع ببساطة إن زمان و مع ندرة وسائل الأتصال ، و إن أبويا كان بيحترم جدي تلات أربع حبات ، فكان عايز ياخد رأيه في إسمى قبل ما يسجلني في السجل المدني ، و أرسل أبي عمي لجدي ليسأله .. و لكن عمي - الله يسامحه - ألقي الجملة بصيغة خبرية علي جدي ، فأعتبر جدي أن رأيه تحصيل حاصل ، و بالتالي لم يلق بالاً للأمر ، و لم يرد ، بينما أبي ما زال هنا في القاهرة علي نار ليعلم ما مصير هذا الفتى الباكي راقد الفراش الملفوف بالكفولة ..
و لما (أستعوأ) أبويا الرد سافر لجدي البلد و سأله ، فكانت النتيجة هي إن جدي قاله ، " هو أنت لسه بتسأل يا محمود .. دا أنا كنت فاكرك سميته خلاص " .. فقال أبويا بكل طواعية " و أنا أقدر أعمل حاجة من غير مشورتك يا آبا " .. و عاد أبي ليقوم بتسجيلي في صفحات المواليد بعد حوالي شهرين من التواجد بدون ورق ، ليقول أني مولود منذ شهر .. و الحمد لله ..
أنا كان من المفترض بي أني من مواليد الخامس من يوليو ، و لكن بسبب انتظار أبي المبالغ فيه قيدت من مواليد الول من أغسطس ، و بتاريخ قيد الثامن و العشرون من أغسطس .. ياللهول ..
و بينما أنا أنوى أن أطفئ الشمع عندما يشفي جسدي من الأنفلونزا القاتلة هذه ، فأنا أتذكر هذا الدرس الجميل و ألقيه عليكم ، عل الجميع يدرون الفارق بين الجملة الخبرية و الستفهامية و التعجبية .. و ليكونوا أكثر وضوحاً .. لأن هذا يكلفهم الكثير ..
كفاية إني برج السرطان و مضطر أعيش علي إني برج الأسد ..
و السلام ختام ..
و الله يرحمك يا جدي و يبشبش الطوبة اللي تحت راسك ..
و ربنا يكرمك يا عمي .. يا سبب اللخبطة اللي أنا فيها ..
و الله يسامحك يا أبويا .. و يخليك ليا ..
و اليهم جميعاً اهدي أغنية عيد ميلاد جرحي أنا .. للهادئ .. هاني شاكر .
تعليقات
إرسال تعليق