عن الفضفضة قبل الفيسبوك!
طيب، عاوز حد ينكر ان الفيسبوك ماغيرش حياتنا، طيب عاوز حد ينكر برضه انه ماغرهاش للأسوأ.
مواقع التواصل الأجتماعي بشكل عام تقريباً كان ليها آثار كتيرة علي الطريقة اللي المجتمع اتطور بيها، وأهم سمة شخصية ظهرت علي المجتمع هي الخوف من المواجهات الشخصية، بقي الحب الكتروني والاعجاب الكتروني والشجاعة وفتحة الصدر الكترونية، والصمت بشري، تحولت حياتنا بعد ماكنت مليئة بالصخب والدوشة لقاعة كبيرة جداً بس فاضية.
كمية الرسايل الموجهة لناس بعينها اللي باقراها علي مواقع التواصل يومياً وأصحابها مش قادرين يوجهوها لأصحابها بقي شئ ملفت للنظر، تعالوا نعتبر دي فضفضة، يا ترى قبل الفيسبوك الناس كانت بتفضفض إزاي، زمان كان عندك صديق حميم، واحد بتحبه وبيحبك لله في لله، لا في مصالح ولا يحزنون، صاحب كنت لما بتنجرح من تجاهل بنت الجيران كنت بتروح تشكيله همك، وبتاخد بنصيحته وبتدبروا مع بعض طريقة عشان تحنن قلب البنية عليك وترضي تكلمك أو حتى تبصلك بعين العطف شوية..
وساعات كنت بتلجأ لدفتر مذكرات تكتب فه الكلمتين اللي كاتمين علي نفسك عشان ترتاح، وانت عارف ان دفتر المذكرات ده ممكن مفيش حد يقراه إلا أولادك بعد عمر طويل وممكن ماتسمحش بده، لأن الانسان بطبعه مش بيحب حد يشوفه عريان أو علي حقيقته، فبقت حتى الفضفضة الالكترونية دي مزيفة، برضه بنحاول نقول حاجات مش هانعملها أو مش هانقدر نعملها. ولسه بنزوق في روحنا ونظهر محاسن شخصياتنا علي حساب مساوئنا وعيوبنا بس عشان نثير الاعجاب..
طب زمان كنا بنعمل ايه عشان نثير الاعجاب..
كنا بنهتم بالطريقة اللي بنختار بيها لبسنا، كنا بنهتم بالطريقة اللي بنتكلم بيها، بالطريقة اللي بنضحك بيها، كنا بنحاول نرسم صورة مزيفة بس حقيقية، بمعنى انك بتبقي مزيف بالصوت والصورة عشان تثير الاعجاب، إنما النهاردة بقينا مزيفين بالكلام، بصورة لقطناها في جزء من الثانية من بين 24 ساعة، مش مهم أنت عامل إزاي، مش مهم دلوقتي أنت اوضتك نضيفة ولا مبهدلة، مش مهم انت حرقت الأكل اللي صورتهولنا ولا لأ.. المهم أنك صورتلنا الثانية المنمقة في حياتك، صورتلنا الجزء اللي انت مرتبه في الأوضة، صورتلنا الجزء من الأكلة اللي لسه ماتحرقش، علشان نقولك هيه ونسقف ونفرح بيك، رغم اننا لو شفنا الكادر الكامل مستحيل هانبقي مبسوطين ..
باختصار، قبل مواقع التواصل الاجتماعي كان عندنا حياة حقيقية، مغامرة حقيقية، ماتش كورة مش برو، ولا فيفا، كتاب ورقي مش PDF ، صاحب حقيقي ساكن أول الشارع مش صاحب مزيف عايش في محافظة تانية لو شفته ممكن ماتعرفوش، ذكريات حقيقية مش كلام مرسوم بايموشنات سخيفة، كان عندنا كلام وابتسامات حقيقية مش كور صفرا جوه غرفة شات مالهاش معنى..
قبل مواقع التواصل الاجتماعي كان عندنا لمة وعيلة وأصحاب، دلوقتي عندا بوست ولايك وكومنت، بقي حد بيسمح لنفسه أنه يحذفك من قايمة أصدقائه عشان مش بتعمل لايك، بقت الصداقة هشة لدرجة انها بقت متوقفه علي زرار أزرق مالوش قيمة، زرار أزرق وهمي كمان مش حقيقي..
إزاي كنا بنفضفض قبل الفيسبوك..
موقف لطيف كده هاحكيه عن الزواق والتزييف. كنت معجب ببنت وعاوز أتعرف عليها وماكانش في سبيل غير التواصل معاها من خلال الفسبوك، فكانت نصيحة واحد صاحبي، اكتب كام بوست عميق وابعتلها آد وربنا يسهل..
كام بوست عميق..
طيب..
باختصار لأن المقال كبر أكتر ما تخيلت وأنا باحاول اكتب أول جملة فيه من فوق وماكنتش عارف اكتب ايه..
فضفضوا مفيش مشكلة .. بس ماتنسوش وانتوا بتفضفضوا ان كان في صديق جميل مستعد يسمع منك وينصحك من غير ما تدخل بينكوا تفاهات التفاعل واللايك والكلام الفارغ ده ..
أرجعوا للحياة ..
الفيسبوك هو نقل للحياة، مش هو الحياة ..
انك تعيش حياتك انت، بعد كده تنقلها فتشاركنا فرحك ونشاركك حزنك ونواسيك ولو بكلمة.
إنما ان الحياة تبقي شاشة زرقا وإشارة واي فاي..
علي الدنيا السلامة ...
تعليقات
إرسال تعليق