لا أهتم عادة بالاحتفال بهذا اليوم، فلم يشكل فارقاً كوني من مواليد شهر يوليو لكن قدر لي أن يكتب اسمي ضمن مواليد شهر اغسطس . بل علي العكس مر هذا علي كلحظة كوميدية استخرج منها عبرة كل عام . و أظنني تحدثت عن هذا العام الماضي علي ما أذكر في تدوينة غريبة الأطوار توضح علافتي المريبة بتاريخ ميلادي. المميز في ميلادي هذا العام .. و لا أعلم ان كان التميز هذا جيداً أم سيئاً هو أني لأول مرة أشعر بأني في حاجة لأن احتفل به ، ربما لأني حبيس بلاد الغربة، و أن أشتقت لمصر شوقاً ليس يسيراً ، و ربما لأني أيقنت عمرى الحقيقي الآن .. فأنا الآن أبدأ عامي الخامس و العشرون و لا أعتقد أني حققت أياً من الأحلام التي حلمت أن أحصل عليها و عمرى أقل مما أنا عليه بعامان، لقد كنت فيما مضي شخص ملئ بالطموح، لكنني فجأة بت شخصاً غارق في الاحباطات، إما العاطفية و إما الوظيفية .. لا أدري ان كان من الجيد أن اتحدث عن هذ أو لا .. لا يهم .. كل ما يخطر ببالي الآن هو أن أمامي عام آخر لأقضيه ها هنا قبل أن أهبط لمصر بشكل نهائي، نعم لم اتحمل الغربة ، نعم أحلامى و طموحاتي كلها في الحرية ، أن أكون سيد نفسي .. سأعود .. ...
"أحتقرهم لسطحيتهم و برود مشاعرهم.. أحتقر كل من سمح بقتل شئ جميل داخله ليستمر في هذه الدنيا كما يريدها الناس أن تكون.. كلهم يسعون لأن يعيشوا فقط.. لا داعي للأحلام لأنها لا تؤكل العيش.. فتجدين نفسك بلا أية ميزة إلا أنك كررت مسيرة حياة كل من سبقوك.. و عندما تحلمين.. تجدين ألف من يخبروك بأنك بلا فائدة.. وكل ما تفعلينه هراء في هراء.. و دعك من الأوهام و ادخل في الواقع.. كأنهم كلهم فهموا فلسفة الكون وأنت الأبله الذي ما زال يحلم كطفل.. أحتقر كل من أصبح مثل أي شخص آخر بلا أية ميزة... ثم ابتسم بغته قائلاً: - تخيلي أن أصعد المسرح فقط لأقول لهم.. و صمت لحظات مفكراً، ثم قال مبتسماً: - لكم كثير احتقاراتي... " من أكثر المقاطع في الرواية و التي تلخص شخصيه طه الغريب بدقه، صاغها محمد صادق بعناية بالغة، باحكام، فإن أردتم تلخيص كم المشاعر والسخط الذي يعانيه طه، فهذه الجملة هي ملخص واف لأشياء كثيرة بشخص طه المثير للشغف. القصة دائماً تبدأ من الغلاف، مشكلتى مع الغلاف هو المنظور الثنائي له، بمعنى ان نظرتى أختلفت للغلاف بعد انتهاء القراءة، للوهلة الأولى، أنت أ...
ترددت كثيراً قبل كتابة هذه السطور، لا لسبب إلا ان كلما تأخر بيانها إلا ويزداد التأمل في مطالبات الرواية الفكرية وتماسها مع قضايا جديدة وفيضها كنبع أفكار وصرخات مدوية أصابت هدفها بحفرفية مطلقة. فبعد عام من الأنتظار أطل علينا مصطفى منير بلوحة فنية بل إنها معزوفة وترية علي كمان الهادئ "بدر مصطفي" الذي نالت من نفسي لحظة انسجام مع النص لأستمع للحن عزفه بدر بإتقانه المعتاد في إحدى الحفلات الموسيقية التي حضرتها مؤخراً. في البداية كانت التقنية السردية التي أستخدمها منير في الرواية، تقنيات السرد متعددة وتأخذنا كل طريقة نحو درب من التأمل والغرق في النص، أصر منير علي خوض التجربة مع راوي عليم غير تام العلم لأنه يروي علي لسان بطلة الرواية دون المساس بها وأستخدامها كراوي، ولم نشعر بغرابة المزج بين هذا وذاك، فقد صاغها منير بحرفية يبدو انه ظل يتدرب عليها ليتقنها تمام الاتقان في روايته الثانية. وبالحديث عن عقدة الرواية التي من الصعب علي الجميع أن تصلهم بمرونة وسهولة ككافة الروايات المطروحة أمامنا، فغالباً الروايات التي تدور حول شخص بعينه يواجه القارئ هذا التشويش حول العقدة الحقيقي...
تعليقات
إرسال تعليق