الإعادة المرة (2) .. مقاطعون و مبطلون !!


يبدو أن انتخابات الإعادة أكثر أهمية من مرحلتها الأولى - و هذا صحيح - ، فالأنتخابات الرئاسية لم تخرجني من حالة البيات التدويني الشتوي ، بينما تورط مرسي و شفيق في الأنتخابات الرئاسية وجهاً لوجه كان داعياً لفض البيات الصيفي إن صح التعبير و العودة للتدوين . و بينما يشتد أوج المعركة ، و بينما ترتفع الأصوات و بينما يقترب الموعد ، ها نحن أمام أربع خيارات .. نعم !! كيف أربع خيارات !! .. لا تقلقوا .. أنا لم أنزل التحرير منذ فترة ، فلم أحصل علي نصيبي من الترامادول كما يزعم أصحاب اللحي التزينية .. 
المهم ، و لأستعرض الخيارات الأربع ، فنحن أمام إما مرسي أو شفيق ،أو مقاطعون أو مبطلون .. خيارات أربع ساذجة .. 
أظن أن خياري مرسي و شفيق في غاية الوضوح ، و أما عن مبطلون و مقاطعون فأظنهما يحتاجان لبعض التوضيح .. فلماذا مبطلون و لماذا مقاطعون و أيهما قد يكون ذو تأثير و أيهما أفضل إن كنت لا أنوي ترشيح أحد الجهبذين ! .. 
الفكرة يا صديقي أن لا شئ ذو فائدة في هذه المرحلة ، فالبتأكيد سينجح أحد المرشحين ، و بالتالي فلا فائدة لأي شئ .. و لأبدأ بمقاطعون ، و لعلها الدعوة الأكثر انتشاراً حتى الآن ، و لنكن صرحاء لثوان و ليس دقائق ، و لنعترف أن نسبة الحضور الضعيفة في المرحلة الأولي لم تكن لتمثل أي هواجس لدي النخبة الحاكمة متمثلة في المجلس العسكري ، و لا السلطة التنفيذية و لا التشريعية متمثلتان في حكومة الجنزوري و مجلس الشعب علي التوالي ، فلا يهم فيما كان يفكر أكثر من نصف المقيدين في الكشوف و أمتنعوا عن الحضور ، هذا لا يهم مطلقاً ، و إن كانوا مقاطعون برغبتهم أم أن أسباباً منعتهم الحضور .. فلم يتحدث أحد عن هذا النصف المقاطع و لم يتم احتساب نصيبه في الكعكة كذلك .. 
و عن الأصوات الباطلة .. و هي تهم حركة مبطلون .. فلنقل أن نظرتنا نحو من أبطل صوته هي نفس النظرة التي تلقاها هاني رمزي في أحد اشهر أفلامه ، غبي منه فيه ، فمن الغباء أن ترشح أكثر من مرشح ، و كذلك من الغباء أن لا ترشح أحد ، فلماذا ذهبت إذن ، و لكن بما أن الإبطال هذه المرة هو تسجيل الأعتراض علي الثنائي برقم له مدلول من أجل إشعال مظاهرات جديدة في أقرب فرصة ممكنة وتشكيل تيار ثوري محدد له شكل و مضمون و كتله عددية معلومة الملامح فالإبطال أكثر فائدة من المقاطعة و إن كانت النتائج قصيرة الأجل متساوية ، فالنظر نحو الكتلة الباطلة و اتهامها بالغباء السياسي هي ذات النظرة للأغلبية المقاطعة ، و حتى إن أصبحت الأغلبية المقيدة للأختيار متمثلة في الأصوات الباطلة ، و أن نصف الحضور أختاروا أن يبطلوا أصواتهم ، فهي ستظل في النهاية أصوات باطلة ليس لها مدلول حقيقي يقاس عليه نتيجة انتخابات الرئاسة ، فببساطة سيتم استبعاد الأصوات الباطلة مهما كان حجمها و سيتم احتساب الأصوات الصحيحة و منح أحد الشفشقين المقعد لأربع أعوام قادمة دون النظر لرغبة لا المبطلون و لا المقاطعون و إن كانوا الشعب بأكمله .. 

الخلاصة : .. 
لا فائدة .. الثورة  "لا تبدو" مستمرة ..  
و اتمنى أن أحذف الأقواس و ما بينها في أقرب فرصة .. 
.. 
بيد أني أعرف أن هذا سيكون بعد أربع سنوات .. علي الأقل ..  :(

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أول عيد ميلاد في الغربة

رهف: لله مصير من سلك دربك .. صرخة أنثوية مرتفعة الصدى في وجه المجتمع.

مكتبتي #1 : الليالي الهادئة .. ميسلون هادي