الإعادة المرة .. سأنتخب حمدين صباحى !!
أنا انتخبت حمدين صباحى .. هكذا ببساطة ..
أتذكر أني مع تنحي مبارك و فور الإعلانات المتعددة عن الترشح للرئاسة ، و كنت حينها متحمساً للبرادعي بشدة ، فهو كان المرشح الفضل حينها ، و أعتقد انه ما زال ، فرأيه مؤثر و دقيق ، و بعيد النظر ، علي الرغم من أني كنت من معارضي البرادعي قبل الثورة ، و كنت أعتقد أن ما يفعله بلا قيمة ، فكيف لنظام مبارك أن يوفر له الشروط و المناخ المناسب ليسحق مبارك في انتخابات الرئاسة ، يبدو هذا من باب الخطل ..
و انسحب البرادعي لأسبابا قد لا يفهمها البعض ، فالصيغة البلاغية التي يتحدث بها البرادعي مع عدد لا بأس به من الحديث الموري كان له أبلغ الثر علي صعوبة فهم منتهى حديثه ، و لذلك بلغت التهامات للبرادعي مداها و بأنه باع الشباب و باع الثورة .. و انتهي الحلم ..
و بدأ حلم جديد .. كنت متحيراً من أمري حتى فتح باب الترشح ، و بمجرد إعلان حزب التحالف الشعبي الأشتراكي - و الذي و بلا فخر أنا أحد أعضاءه - قدم أبو العز الحريري كمرشح الحزب للرئاسة ، و بالتزامن مع هذا أو تلاه بأسابيع ، إعلان خالد علي الترشح .. كنت متحيراً بين الثنائي ، أبو العز أم خالد .. و لكن لا أعلم كيف في النهاية أستقريت علي حمدين صباحى ..
ليست هذه هي المشكلة .. و ليس هذا ما اتحدث عنه .. ما اتحدث عنه هو اتخاذ القرار .. ذهبت لمقر لجنة الاقتراع ، و أنا مصمم علي موقفي .. حمدين صباحي .. ثم و أنا أمسك بقلمي و أقف خلف الستار .. شعرت بشئ ما يهزني .. كيف بعد ما أطلقت عليه تفكير عميق أختار حمدين بهذه البساطة ، أنا مؤمن جداً بأشتراكيتة لا ناصريته ، مؤمن جداً بيساريتة و مبادئه ، غير منكر أنني اتهمته يوماً بالغباء السياسي و التفكير بالأنفراد بأفكار التغيير عندما كان ينادي بنفس مطالب البرادعي لكن من منبر آخر ، اتهمته قبل الثورة بانه غبي ، فبدلاً من توحيد جهوده مع البرادعي يظل ينادي وحيداً و كأن البرادعي عدو ، و أظن أن ما يحدث الآن يكشف أن نظرية عدو عدوي هو صديقي هي نظرية صحيحة ..
توقفت أمام الورقة و أنظر نحو نسر حمدين و شجرة علي و هرم الحريري .. توقفت لثوان و فكرت في التراجع و إخطار القاضية اني في حاجة لمزيد من الوقت ، فكيف بأي حال من الأحوال أن أتخذ هذا القرار بهذه السهولة ، كيف أختار رئيس مصر لسنوات أربع قادمة بهذه البساطة و دون أن أمنح نفسي قدراً كافياً من التفكير ، كيف لهؤلاء الناس بأن تسمح لهم ضمائرهم بأن يصوتوا لأي مرشح أياً كانت ميولة دون تفكير أو أن يراجعوا أنفسهم في هذا القرار المصيري ، شعرت برعشه قوية تتملك من عمودي الفقري ، و أن تلامس القلم مع الورقة لهو شئ في غاية الصعوبة ، فالخط الذي سيرسمه القلم سيكون بالغ الأثر .. فصوت واحد بفعل الكثير ..
أما عن الإعادة ..
الأمر أشبه بالخيار بين اغتيال الثورة اليوم أو اغتيالها غداً .. مما يعني أن الثورة ستغتال أياً كان اختيارك .. و لا أظنني سأرشح أحمد شفيق لأي منصب و لا حتى بواب عمارتنا .. فأنت إن كنت في ميدان التحرير أو بالقرب منه يوم موقعة الجمل ستعلم لماذا تثور الدنيا ضد ترشح أحمد شفيق ، ستعلم معنى أن من ماتوا قد ماتوا بلا سبب .. ستعلم .. أنك أنت التالي ..
سأنتخب .. حمدين صباحي ..
تعليقات
إرسال تعليق