في غمضة عين الحلقة الأولى .. ليه كده ؟؟
كنت متشوقاً لدرجة لا يمكن وصفها لمشاهدة أنغام علي الشاشة الصغيرة ، و إحقاقاً للحق لم يتبدل شعوري بعد مشاهدة الحلقة الأولى ، ربما سأتابع لمشاهدة أنغام و ربما قد تتحسن القصة التي لم تكن علي مستوى الآداء التمثيلي للثنائي أنغام و داليا البحيري، الحلقة الأولي بها خطان دراميان، الأول الخاص بتطور علاقة نبيلة و فاطمة و هذا لا يمثل لي أي مشكلة، و أما الخط الدرامي الثاني الذي يتسم بالسذاجة، فهو الخط الذي يظهر به عم نبيلة (حامد) و هو يعترف لزوجته بخطأ أقترفه منذ سنوات بعيده ، يعترف بمنتهي السهولة، حتى هو لم أشعر انه يشعر بما يقول، ربما ملامح رجاء الجداوي كانت أكثر جدية من ملامحه هو (حمدي أحمد)، لا أستطيع أن ألومه بقدر ما يجب أن ألوم صاحب القصة فداء الشندويلي و هو من أخطأ الأخطاء التي ليست علي أي كاتب سيناريو أن يخطأها في أول حلقة في مسلسل ، الحلقة التي قد تؤثر بالسلب علي المشاهدين و إكمال طريق الهروب نحو المسلسلات التركي -كالعادة- ..
فداء الشندويلي و معه سميح النقاش أبهراني شخصياً في أول مشهد بالمسلسل و أنا أشاهد نبيلة الصغيرة و هو تعدو في الحارة الضيقة و تصل لباب المنزل و تطرقه بهدوء و لا تجد رد ، لكنهما أيضاً أحبطاني في المشهد الثاني و أم نبيلة تصارحها بمنتهي القسوة و تخبرها بأمر أقترابها من الموت، و للأسف قسوة المشهد لم تتضح علي الممثلين و لا علي موسيقي المشهد الساذجة - والتي أحبطني بها خالد عز للمرة الأولى في حياتي - و لا علي جمل الحوار الأكثر من ساذجة .. و لكنني ببعض التفكير أجد أنه لا فائدة من هذا المشهد في الاساس ، ربما كان محوه من السيناريو سيفي بالغرض ، فليس علي المشاهد أن يرى كل شئ في الأحداث ليفهمها ، لا يجب علي كاتب السيناريو أن يتعامل مع المشاهد كأنه غبي . لقد هرب المشاهد العربي للدراما التركية لأنها لم تتعامل معهم كأغبياء ، و إن فعلتها مرات قد أحصيها بدون عناء ففعلتها دون أن تفضح نفسها.
قد أبدي ملاحظات كثيرة علي السيناريو الغريب و ترك تعليقات قد لا تبدو محفزة لمشاهدة المسلسل ، لكن صياغة الجمل الطويلة لم تكن محكمة ولا جدوى منها ، شاهدنا هذا في جمل حمدي أحمد الحوارية التي كان في الإمكان أن تخرج بصورة أفضل من هذا بكثير ، لكنها علي أي حال خرجت بالصورة التي لم يكن من المفترض بها أن تكون .
كما أن رغبه الشندويلي في إثراء الدراما نظرياً جعلته أستعان بجملة حوارية قالتها نبيلة الطفلة لما قالت لفاطمة "يعني ايه بيت؟" الجملة لم يكن الغرض منها سوى إظهار المعاناة ، لكنها لا تزال جملة حوارية عديمة الجدوى و غير مفيدة بالمرة لسذاجة السؤال، فهي تعلم جيداً ما يعني البيت، لكن الكلمة لها فحوى أدبي بلاغي قد لا يستوعبه عقل طفلة .
أنا أرى شخصياً و نحن في هذه الفترة من انعدام الثقة في الدراما المصرية يجب أن يفكر الكتاب بصورة غير تقليدية ليخرجوا أعمالهم للنور ، يجب أن يتم تقسيم العمل الدرامي لعدة نقاط ساخنة و البدء من نقطة متوسطة السخونة و من ثم سرد باقي النقاط بأي طريقة يفضلها المؤلف ، فيبدأ العمل ساخناً من البداية مثيراً حتى النهاية دون لحظات عديمة القيمة عديمة الأهمية هدفها الاطالة ، فأتذكر مثلاُ مسلسل لي عليه الكثير من التحفظات لكني لم أشاهد نظيراً له منذ فترة في اسلوب تناول القصة "حضرة المتهم أبي" الذي أختار فيه المخضرم محمد جلال عبد القوي أن يبدأ المسلسل من أكثر نقاطة سخونة و دراما و هذه النقطة سكبت سخونتها و إثارتها علي باقي المسلسل .. الإثارة المصحوبة بالدراما الجيدة المختلطة بالرعب الاجتماعي هو ما سينقذ الدراما المصرية و يخرجها من كبوتها .
أجمل شئ في الحلقة الأولي هي أنغام بدون شك ، أغنية التتر مثالية ، لعب موسيقاها خالد عز بروعته المعهودة ، و لن أنفى ضجري من موسيقاه في المشهد الثاني و التي قد أستمع لهذه المقطوعة التي عزفها في هذا المشهد منفرداً دون مشاهدة الخلفية الدرامية ، ما أقصده هو أن الموسيقي جيدة في حد ذاتها ، لكنها غير مناسبة بالمرة .
التقييم المفترض بي أن أمنحه للحلقة الأولي قد يصنع من هذا مسلسلاً فاشلاً .. لهذا سأمتنع عن تقييمه ..
تعليقات
إرسال تعليق