في غمضة عين .. خماسية أولي مبشرة و منفرة .. !!!!!
لم تكن الحلقة الأولي من المسلسل مبشرة بأي شئ ، بل كانت بالنسبة لي
لولا أنغام مضيعة للوقت ، و كذلك كانت الحلقة الثانية و الثالثة في بعض مشاهدها، و
لكن تتمه الخماسية الأولى من المسلسل كانت رائعة ، سيناريو فداء الشندويلي تحسن، و
كذلك موسيقي خالد عز الدافئة في اللحظات التي تتطلب الدفء و الجنونية أيضاً حينما
يتطلب الأمر ،منح المسلسل و مشاهده روحاً جيدة .
الآداء التمثيلي لم يكن ملفتاً سوى من محمد الشقنقيري الذي يثبت
براعته و نضجه التمثيلي بدرجة كبيرة و ملفتة ، و كذلك داليا البحيري التي وصلت
لمرحلة من النضج لم أكن أتخيل أن تصل اليها يوماً تلك الدمية التي شاهدناها في
محامي خلع ، بالتأكيد فاتني الكثير لداليا لم أشاهده و أعلم انها ممثلة باتت بارعة
و متقنة لما تفعله ، و لن أنسى لها دورها في المسلسل السئ للغاية علي ويكا ، لكنها
كانت مع زينه و محمد لطفي أفضل ما فيه .
أنغام لم تمنحنى المزيد لأقوله عنها لكن فيما يبدو اننا أمام تجربه
واعدة لمطربة لا غبار عليها و لا علي إمكاناتها الفنية، أنغام تبلي بلاءاً حسناً
أمام الكاميرا إلي الآن ، بالرغم من مشاهدها المحدودة في الحلقات الأخيرة ، لكنها
تظهر موهبة متميزة لم أكن أتعشم في أن تصل لهذا النضج.
تبقي الملاحظات طفيفة إذا تحدثت عن الحلقات الأربع بعد الأولى ، و هي رؤية فداء الشندويلي لشخصية محمد
الشقنقيري ، أو لنقل باسم المحامي ، هل هو زكي أم غبي ، أم علي نياته J .. فأنا أعتقد عندما يقوم
كاتب سيناريو بخلق شخصية شريرة يجب عليه مراعاة عدد من التفاصيل أهمها أن هذا
الشرير عندما يحيك مؤامرة ما لابد و أن يخفي بعض التفاصيل حتى عن شركائه ، لكن
فيما يبدو أن الشندويلي أراد أن يمنح المشاهدين بعض التفاصيل عن ما حدث داخل
المستشفي ، فقرر أن يمنحنا هذه التفاصيل علي لسان باسم نفسه . و هذا من وجهه نظري
بقدر حاجة المشاهد اليه لكنه يفقد العمل إثارته ، فهو لا يسمح للمشاهد بالتفكير
مطلقاً ، فعندما يحاول المشاهد أن يفكرفي بطاقة نبيلة لا يسمح له الشندويلي بذلك ،
فكل شئ قد صاغة المحامي اللعوب بإحكام . يخبرنا بهذا ببساطة .
كما أن الشندويلي قد أغفل –أو أغفلت أنا دون قصد طبعاً – عنصر الزمان
في الحكاية، فلكم هو مؤثر تحديد زمان الحكاية في تحديد مساراتها ، فمثلاً البطاقة
الورقية تم إيقاف العمل بها منذ عدد من السنوات ليس قليلاً ، و في هذه الحالة نحن
في حاجة لمعرفة و تحديد عنصر الزمان في الحكاية لنقرر هل المؤلف يستخف بعقولنا من
أجل صياغة حبكته و إحكام غلقها ، و تشكيل الصراع علي النحو الذي يريده هو و ليس
علي النحو الذي من المفترض ان تسير عليه . أم ماذا؟ . كما أن هناك شئ آخر يتعلق
بعمر الفتاتان ، فكل ما نعرفه انهما حاصلتان علي الثانوية العامة ، و في مثل هذه
الحالة لن تتجاوز أيهما العشرين بأي حال من الأحوال إلا إذا غفل الشندويلي ذكر هذا
.
و عن سميح النقاش فهو لم ينسى أن أنغام مطربة ، و أستعمل في مشهد
البيانو في الحلقة الثاثلة صوراً فوتوغرافية ألتقطهتا عدسات مصورين أنغام في
الفترة الماضية ، حتى أنني لمحت صورة غلاف ألبوم "كل ما نقرب" ، و هذا
إن دل فهو يدل علي قلة حيلة المخرج و عدم سيطرته علي موقع التصوير ، فمن المفترض
أن يكون لكل شخصية في المسلسل جلسة التصوير الخاصة به ، كما أن أنغام لم تتقدم في
السن كما تقدم عادل إمام و بتنا في حاجة للأستعانة صورها الخاصة لنعلم أنها هي ،
كما حدث في فيلم أمير الظلام مثلاً ، و المشهد الذي يظهر فيه عادل إمام بصورة شابة
في الصورة ضمن البرواز الصغير الموضوع علي الطاولة بجوار الفراش .
أخيراً هو تسليط الضوء علي المشاكل التي تملئ المستشفيات الحكومية ،
من عدم وجود أطباء مؤهلين و عدم وجود أمكانات كبيرة تساعد علي إنقاذ الحياة ، لكن
ببساطة شديدة ، أي طريق مؤدي إلي الأسكندرية .. اتجاهين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا
الزراعي و لا الصحراوي .. إذن الشندويلي و النقاش بيسرحوا بينا ..
ما آخذه علي كل كتاب السيناريو في مصر انهم لا يتحروا الدقة في
أعمالهم ، و يتعاملون مع المتلقي مفترضين غباؤه و جهله ، لكنهم هم من يفتقدوا
الكثير من المعرفة ، يجب أن يفهم كتاب السيناريو و المخرجين في مصر ان الناس زهقت
من جملة "المخرج عاوز كده" و أن هذه الجملة بحق أصبحت تسيطر علي الأعمال
الفنية هذه الفترة " المخرج عاوز كده" ليس إلا دليل فشل المخرج و كاتب
السيناريو في إقناع المتلقي بأن ما يراه حقيقي ..
آسف للإطالة ، و آسف ان كان مقالي قد خيب ظن البعض في المسلسل ، لكنني
أبداً لا أنقد لا أفلاما عربية أو مسلسلات عربية إلا إذا أستفزتني بصورة كبيرة ،
أو أني بحق أحب أنغام كمطربتي و فنانتي المفضلة و لا أرضي بأي صورة أن يكون محتوى
أول أعمالها الفنية فارغاً لهذا الحد رغم أن القصة تحتوي نواة رومانسية جيدة بل
متميزة يمكن من خلالها صنع عمل فني درامي تراجيدي عملاق ..
تعليقات
إرسال تعليق