ذكريات في الغربة 7 !

لا تزال ذكرياتي في الغربة غزيرة .. 


حديقة الحيوان .

اتذكر ان يومها قضيت مع أحد أصدقاء عمري - محمد يسري - أحد أمتع الأيام بحياتي و نحن نتجول داخل أروقة حديقة حيوان الجيزة و نلتقط الصور في كافة الأماكن و الأرجاء. حديقة الحيوان هي من أجمل المعالم في القاهرة و هي من الأماكن الواجب زيارتها بصفة مستمرة و ليست هي كالأماكن التي تكتفي بزيارتها لمرة وحيدة، و لكم أشتاق الآن لمثل هذه الزيارات المتقطعة التي كانت مصدر سعادة مستمرة لدي طوال عمرى الذي عشته بالقاهرة. 
أتذكر من هذه الزيارة التي اصحبني فيها محمد يسري تلك الصورة التي التقطتها عدسة مصور داخل الحديقة لي و ليسري و نحن نجلس بجوار شبل صغير داخل بيت الأسد . التجربة كانت ممتعة ، و نعم كنت خائفاً بعكس يسري الذي أزالت ثقته بنفسه بعض من خوفي، يسري معتاد علي الكلاب ، النسخ العملاقة منها، أما أنا فأخشي أصغرهم حجماً ، فكيف بي الحال و أنا في عرين الأسد، لابد أن أحافظ علي أدبي و كياستي و أحترم المكان و صاحبه .. 
أكتب هذه الذكري و أقول لمحمد يسري .. أرجوك لا تفرج عن هذه الذكرى، دع الصورة حبيسه درج مكتبك ، و لنضعها سوياً في إطار ذهبي و نزين بها سطح مكتبنا مستقبلاً ، لتظل هذه الذكري تجمعنا سوياً في إطار ، و تجمعنا أيضاً كلما أردنا مشاهدة الصورة و التندر بأيام الشباب .. 
محمد يسري .. لا أعتقد أنك لا تعلم من تكون بالنسبة لي :) 


باربكيو :) 

لم تكن مرة واحدة، بل أكثر، كانت من الأيام الممتعة جداً في حياتي و أظن كل من شاركوني هذا اليوم ، سأبدأ بمحمد عبد الحي لأنه كان المضيف لهذه الليال ، كان يعد كل شئ من أجل استقبالنا و تهيئة جو مناسب للشواء و الجلوس أمام النجوم ليلاً تداعب أفكارنا و طموحاتنا السحاب، و نرتقي بعقولنا و أبصارنا لملامح حياة لذيذة .. نتمنى بعدها أن لو كنا نعيش سوياً . محلاها عيشة لحرية :) 
و من بعده سأذكر التوأمان .. حسين و عبد الرحمن .. أبجدياً :) .. الثنائي كانوا و لا زالوا يمثلون الضحكة المرتفعة و الابتسامة خفيفة الظل بالنسبة لنا ، كنا كفريق واحد يجمع بين أفراده كل الأنماط ، و من بين أنماط الشخوص كان حسين و عبد الرحمن ، الضحكة و الابتسامة و الجدية كذلك .. و البلاي ستيشن و الترنيب و الاستميشن .. :) :) .. الاخوان لهما معي من الذكريات ما لا تستوعبه الكلمات و لا صفحات الأوراق. و نعم أصبحت مقصر للغاية في التواصل معهم ، لكنها الغربة .. سامحوني يا أخوتى . 
و من بعدهما سأذكر حسام معتوق .. و هو كان دائماً صاحب فكرة التجمع و الشواء، ربما شاركه الفكرة ذات مرة محمد يسري ، لكنها كانت تصلني عبر حسام دائماً. حسام في أيام كتلك هو كالعادة متعاون جداً في مسألة الترتيبات و التنسيق بين تحركاتنا من اجل اتمام كل شئ في موعده و ليحافظ علي شكل اليوم و بهائه و ليحفظ لنا الذكرى التي لن تمحها الأيام و لن تنسينا اياها حتى أيام الغربة الكريهه التي أعيشها الآن. و لا أنفي عن حسام كونه أحد ابتسامات الشلة ، فليس كون عبده و حسين قد وصفتهما بالضحكة و البسمة ينفي هذا دور حسام في رسم البسمة علي شفاهنا جميعاً في كثير الأوقات . 
و من بعدهم سأذكر أخي أحمد فهمي . في أيام كهذه كان  ضيفاً خفيف الظل مرحب به بدرجة أعجر عن شكر أخوتي لها، وجود أحمد وسطنا زاد من شعورنا بأخوة بعضنا بعضاً .. و لا أطنني في حاجة لأتحدث عن أخي ها هنا ، فليست هناك كلمات في تشابكها تصف ما يمثله لي . فالدنيا و ما فيها بالنسبة لي أقل شأناً منه. 
و من بعد ذلك يأتي علي نجيب .. صديقي و ابن عمي و أخي قبل كل هذا، علي من الشخصيات المقربة لقلبي بصورة قد لا يعلمها هو شخصياً، و ربما تكون هذه الكلمات بمثابة توثيق لمكانته عندي، علي تحول بصورة مذهلة لصديق لنا جميعاً، و هو ما يجعلني أؤكد أن شلتنا الكبيرة ليسوا سوى مجرد أخوه لم يسعفهم حظهم ليكونوا من أب و أم واحدة .. 
و سآتى علي ذكر أيضاً محمود يسري .. شقيقي الأكبر ، هو بالنسبة لي ليس شقيق أحد اصدقائي، بل هو صديقي أنا، و شقيقي أنا - اسمحلي يا محمد :) - محمود كان له دوراً مهماً في حياتنا جميعاً و ليس حياتي وحدي، محمود تعتري تصرفاته التنظيم، و كنا في حاجة له لإنجاح يوم كهذا، يوم ملئ بالشواء و الطعام و اللعب و اللهو .. حسناً .. نقطة نظام . هذا هو محمود . 
لو تعلم كم أنا فخور بك يا شقيقي :) 
و أخيراً .. تركته للنهاية حتى أنهي به مقالي كما بدأته .. محمد يسري .. لن أنس أنك كنت سبباً في أن نجتمع بصورة أو بأخرى، لن أنس أنك عندما أصابك الدور في الخدمة العسكرية كانت أيام اجازتك هي أيام اجتماعنا، و لهونا و سهرنا و سمرنا، لك كل التقدير و الحب و الاحترام .. يا صديقي و يا أخي ..


أصدقائي و أخوتي .. 
بالله عليكم لا تمحوا هذه الذكريات من عقولكم .. 
فبعد سنوات قلوا أو كثروا .. سنحتاج لأن نسردها علي مسامع أبنائنا أيام العطلات .. 
فذكروا أنفسكم بهذه الأيام تباعاً .. حتى لا تطغى أيام واقعنا علي ملامح ذكرياتنا الأبهى .. 
دمتم أصدقائي و أخوتي .. و دام الود و المحبة بيننا .. و عاشت الذكريات للأبد :) :) 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أول عيد ميلاد في الغربة

رهف: لله مصير من سلك دربك .. صرخة أنثوية مرتفعة الصدى في وجه المجتمع.

مكتبتي #1 : الليالي الهادئة .. ميسلون هادي