صلاة العيد .. و الخوف من المجهول !!!
الذهاب للصلاة هنا في السعودية هو عيد في حد ذاته، بالتأكيد أنا لم أكتب عن طقوس أيام الجمعة من قبل و لكني كنت أنوي أن كتب عن هذا اليوم تحديداً، لكن اليوم و أنا أحضر صلاة العيد لأول مرة رسمياً، فعيد الفطر تأخرت كثيراً علي موعدها. هناك أمر مختلف.
فعلى سبيل المثال، لم ألحظ أي محاولات للتكبير الجماعي مطلقاً ، ربما فردان أو ثلاثة تناهت إلى مسامعي همهمتهم بالتكبير، لكن الجماعية لم تكن متوفرة، هناك من استسلم للصمت و هناك من لا يرفع صوته مطلقاً و كأنه يتحدث إلى ذاته ، و هناك من اكتفي بإمساك القرآن الكريم و قراءه سطوره متجاهلاً التكبير بكل صورة، علناً و جهراً أو سراً .
و فجأة كانت الصلاة.. الله أكبر و كفى.. Yup ..
الصلام لم تستمر طويلاً ، ربما ست أو سبع قائق فقط.
المثير في الأمر هي الخطبة و ليست الصلاة..
منذ سنوات و أنا أتعود أن أحضر الخطبة، خطبة العيد هي ركن من أركان صلاته، و لا تتم الصلاة إلا باكمال جميع نواحيها و أركانها، و نعم صلاة العيد سنة مؤكدة و ليست فرضاً، لكنها بدون الخطبة مجرد ركعتان .. و كفى.
المثير في موضوع الخطبة هو طولها .. فخطبة الجمعة كما عودتني المملكة هي عبارة عن عظة اسبوعية، أو فقرة صغيرة من الحديث في شئون الدين، عن موضوع واحد و باختصا شديد، إذن فاليوم ستتحدث الخطبة عن الضحية و كيفية التصرف فيها و توزيعها و طرقه الشرعية .. العظة التي اعتدنا عليها.. لكن ان يتطور الأمر لحديث عن الليبرالية و الشيوعية التي حاولت أن تغتال الاسلام و الرأسمالية التي انشرت بالقوة الناعمة و الاشتراكيين الذين منعوا اقامة الصلاة و معاقبة المصلين عقابات جماعية .. ياللهول .. و الحملات الصليبية و التترية التي قامت من بلدانها فقط من أجل القضاء علي الاسلام و نحر كل من استدان به ديناً و كل من آمن بكلماته و قرآنه ..
ألم تقم الحملات الصليبية من أجل نه ثروات الشرق متخذة من الكنيسة شعاراً حتى توهم شعوبه انها تقاتل باسم الدين فيزداد ايمان جنودها بالغاية .. أليس محاولة إقناع العامة الآن أن أوروبا أقامت الحملات من أجل انهاء الدين الاسلامي هو زيف تاريحي و خرف دعوى. الأمر لا علاقة له بالاسلام على ما أظن.
و ما استفزني هذه المعلومات المغلوطة عن الاشتراكية و الشيوعية، أن الشييوعية انتشرت ف العالم العربي و حاولت القضاء علي الاسلام و تعاليمه بنشر أفكار شيطانية و تكفيرية .. ياللهول .. و كذلك الاشتراكيين الذين منعوا اقامة الصلاة و قتلوا المسلمين و حاولوا القضاء علي ملامح الدين .. ويحك يا عبد الناصر :) ..
الأمر أشبه بالكابوس أن تقال كل هذه المغالطات علي منابر المساجد في مناسبة مثل العيد، و أعتقد أن كثير ممن سمعوا هذه الترهات آمنوا بها و أصبحت كالمعتقد .. الشيوعي و الاشتراكي كافر .. و هذا ما لم يقال عن الليبرالية و الرأسمالية بالمناسبة، فد أكتفى الشيخ بالتلميح بأن الاثنان انتشروا بالقوة الناعمة .. أي قوة ناعمة يتحدث عنها أنا لم أفهم، و كيف لم يقرأ هذا الشيخ رأي الليبرالية في الدين ، و كيف لم يعرف شيئاً عن مبادئ اليسار السياسي من اشتراكية و شيوعية و يبدأ في الحكم عليها و علي من يتخذها توجهاً سياسياً بالكفر .. أنا عاوز أعرف عبد الناصر عملكوا ايه يا ولاد المره !!
كمية المغالطات التي قيلت و سمعها الناس في خطبة صلة العيد اليوم هي تجميع لما حاول التيار الاسلامي في مصر إيصاله للناس طوال عام من التربع علي السلطة و ثلالة أعوام علي الثورة، كان كل ما يهمهم خلالها ليس توطيد مكانتهم و قدراتهم مع الشعب، إنما فقط هز و إزاحة مكانه الآخرين، و لذلك فشلوا في الإدراة ..
لم يكن من المفترض علي خطيب مسجد في المملكة أن يخرج عن النص بهذه الصورة .. المفترض ان رجال الدين ها هنا مازالوا محل ثقة الناس .. لكن القول بأن التيار السلفي والازهرى هو التيار القويم الذي يسير على خطى الدين لا يحنى و لا يحيد عنها .. لا و الله !!
..
الخطبة الثانية كانت عبارة عن حصة تعبير سخيفة عن دور المرأة في المجتمع و كيف ان الناس يعاملونها كما يخالف الاسلام .. محل لتفريغ الشهوة ، و أن .. مش قادر أكمل .. حراااااااااااااااااااااااام ..
معظم ما قيل هو يخالف ما تربينا عليه من تعاليم الاسلام و قيمة المرأة و دورها الذي علمت من خلاله التاريخ كيف أن للمرأة دور ليس بالهين في كل مرحلة خلال الدعوة للدين، فكيف كانت أسماء بنت أبي بكر هي من تأخذ الطعام للرسول و ابيها للغار متخفية و معلنه تحديها لكل رجالات قريش. و كيف كانت غيرها من نساء بيت النبوة يشاركن في أعمال لن تدركها مرأة اليوم .. المسألة ليست ما هي الاعمال اللائقة بالمرأة .. بل ما هي التحديات التي تريد المرأة تخطيها .. دور المرأة في المجتمع يعتمد فقط علي درجة خوفها من المجهول . و تعاون الرجال الذي لن يتم بعقول متخلفة لا تري من المرأة إلا ما خرج عن إطار جسدها أو ما غار داخلها .. فطالما ينظر الرجال للمرأة لجمال قوامها .. فلا يهم مدى ذكائها .. ففي النهاية .. لن ينتظر منها سوى متعة فراش :( ..
في النهاية لا يسعني إلا أن أقول لكل أصدقائي و لكم جميعاً ..
كل عام و انتم بخير و عيد سعيد ..
في النهاية لا يسعني إلا أن أقول لكل أصدقائي و لكم جميعاً ..
كل عام و انتم بخير و عيد سعيد ..
تعليقات
إرسال تعليق