علي هامش أحداث الاسكندرية ..

مر أكثر من أسبوع علي حادث الاسكندرية المؤسف .. لذا أعتقد أني تأخرت كثيراً في إبداء رأيي حول ما حدث .. لكنني وجدت أن أي حديث عن ما حصل لا هو من صميم عملي ، ولا حتى اهتمامي ، ولا أقصد بذلك عدم أكتراثي بمن قتل ، ولكن أقصد عدم أكتراثي بالحديث الدائر بعدما قتل من قتل ..
من وجهه نظري أن الأزمة المفتعلة حالياً بين مسيحيي مصر ومسلميها هي أزمة صنعها إعلامنا بجهلة المعتاد ، و فقره في تناول القضايا التي تتعلق بأمن الدولة و التضحية بذلك من أجل زيادة نسبة المشاهدة و رفع الضجة الاعلامية ، والابتكار في الشعارات نحو إعلام مستنير يقوم بدوره في تغطية الخبر وتفعيل دور إجتماعي للنيل من أعداء الوطن ..
ببساطة .. LOL
عندما وقع الحادث - وأنا لن أتحدث في تفاصيلة بكثرة - كان الهدف منه هو زعزعه الأمن و إخلاله ، وهل لو وقع حادث في مسجد سنقول أن المسيحيين هم من فعلوه ، ونبدأ في كيل الاتهامات إخواننا في سبيل نيل شرف جلب الضجة .. إن كان المصريون لا يفهمون هذا - وهذا مستبعد - فكيف أن الاعلام لا يفهمه ، لو لم يثر إعلامنا الجليل في بداية الأمر كون مسيحيي مصر هم المستهدفون في عيدهم لما تنبه أحد للأمر ، خاصة وأن أقل من نصف القتلي بقليل من المسلمين ، وأن الحادث وقع امام مسجد أيضاً ، .. دعونا من هذه الترهات ولنبدأ صفحة جديدة خالية من الأكاذيب الاعلامية ، والغناء البكاء علي الوحدة الوطنية زائفة المعنى ولنبدأ الحديث عن وحدة وطنية حقيقية لم تتوقف يوماً عن الظهور ولعب دورها الفاعل في العبور بمصر لبر الأمان ..
الخميس الماضي كنت أسميه " خميس التمثيل " عندما حل جميع مذيعي التوك شو - وهم كثيرون بالمناسبة ولأول مرة ألحظ هذا الكم الهائل منهم - علي طاولة واحدة لمناقشة الأمر والاحتفال ، شعرت كم كان هذا متكلف وكم كان مثيراً للشفقة ، عمار الشريعي ويسرا وهانيي رمزي وغيرهم كثيرون حضروا هذه المسخرة الاعلامية من أجل تهدئة أمر لم يشتعل أصلاً ، لماذا يصر العلام المصري علي إثارة فتنة غير موجودة ؟ .. الفتنة لم تشتعل بعد ولم تبدأ حتى شرارتها ليبدأ الاعلاميين والمحللين والشخصيات العامة في الظهور لإمتصاص غضب الشعب .. إذن ما هذا ؟؟

لن أتحدث عن الآداء الأمنى وأن المن المصري لا يجيد التعامل مع الأزمات ، ولا مع الجرائم المعقدة تلك ، ولا هم جيدون في التعامل مع التهديدات القائمة ، الوغد أسامة بن لادن وجه تهديداً سابقاً بشأن مسيحيي مصر وأنه سيتهدف الكنائس في مصر .. هل هذا غير كاف..

لن أطيل الحديث لأني وعدت أن يكون هذا المقال قصيراً ليكون مركزاً .. وأتمنى أن يكون هذا ما حدث .. والخلاصة من الأمر أن إعلامنا الجاهل تسبب في إثارة أزمة لم تكن لتحصل لو لم يسع أحد مذيعي القنوات الخاصة لضجة إعلامية ليثير أحاديث ترفع من أجره ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أول عيد ميلاد في الغربة

رهف: لله مصير من سلك دربك .. صرخة أنثوية مرتفعة الصدى في وجه المجتمع.

مكتبتي #1 : الليالي الهادئة .. ميسلون هادي