ذكريات في الغربة 4 .. حكاية صورة :(

1
حكاية صورة 
هذه الذكرى لا تطاردني ، إنما أنا من يطاردها و يتمنى ألا تزول من ذكراي أبداً، ذكرى اليوم الذي التقطت فيه عدسة كاميرا موبايلي الرديئه أفضل صورة عبرت عن مشاعري خلال فترة معينة ، موبايلي لم أغيره و لن أغيره ، ربما أفقده أو يحل عليه سخط التكنولوجيا فيفسد، لكنه لما يحويه من ذكريات ، و لما يمثله من لحظات سيصعب التفريط فيها، شأنه شأن محل سكننا القديم المتهالك في "ميت عقبه" ، لم يعد صالحاً للعيش فيه و لو بعد إصلاحات عميقة ، لكن جدرانه تحمل أشياء لا تحملها جدران منزلنا الجديد الذي شغل ضعف مساحة المنزل الأول . و علي العموم هذا ليس موضوعي .. 
هذا اليوم علي ما اذكره و لا اريد أن انساه ، له علاقة بعلاقتي العاطفية التي شكلت حياتي ، لها علاقة بهذه الفتاة التي كتبت لها سبع رسائل أقرب ما تكون للخصوصية و لكنى فضحت أمري بنفسي ها هنا حتى لا أترك شيئاً للأيام تفضحه ، و حتى لا اترك الفرصة لأي فتاة تسول لها نفسها أن تقع في حبي أو حب هذا الفتى "النحنوح" الذي يكتب هذه الرسائل ، فأنا مرتبط بها ، علي الأقل روحياً ، القصد من الذكري، أن هذا اليوم كنت مقبلاً علي فعل أكثر الأمور جنوناً ، تناولت حبوب الشجاعة و تجرعت ورائها زجاجة كاملة من المياة الغازية التي تسببت في انتفاخ معدتي بآثار جانبية ضخمة ، و أصطحبت معي صديق أثق به "رامي صلاح عبدالله" و هو من ضمن الخمسة الذين يعلمون من هي فتاتي تحديداً ، بل انه كان أذناً صاعية و عقلاً حكيماً في الحكم علي تصرفاتي و نصحي علي نحو ما ، كان راضياً أو لم يكن لكنه صنع ما يجب علي الاصدقاء فعله حينها . 
و أتذكر فشلي كالعادة يومها ، و لم تنفعني لا حبوب شجاعة و لا غيره في التقرب من حلم حياتي ، فالأحلام خلقت لتكون صعبة المنال، لو تحققت أحلامنا لبات النوم بلا جدوى ، و بات الواقع ساذجاً لدرجه لا اتمناها .. المهم و أنا في أوج سخطي علي نفسي كانت هذه الصورة التي أميز فيها ملامحي الضعيفة كما أحب أن اراها بعد كل لحظة أشعر فيها بزهو أو بقوة مفرطة ، أشاهد صورتي هذه بعد كل رسالة خاصة أكتبها و أنشرها لمحبوبتي الافتراضية ، أنظر نحوها و أعترف انها أحسنت الأختيار عندما أمرتني أمراً أن ابتعد عنها ، فهذا الشخص الذي يزين الصورة لا يستحق أن تنظر نحوه هي ، هذا الشخص كنت أنا وقتما لم أكن أريد أن أكون أنا .. ويحي .. و تباً لي .. علي إضاعتي اياها .. 
و شكراً رامي .. صديقي العزيز .. 
علي إيمانك بي ، و علي مساندتك لي .. 
و علي التقاطك أفضل صورة معبرة ألتقطت لي بحياتي ..
و لأراك في مكة المكرمة بعد ساعات .. 


2
تعديل خريطة 

من الذكريات التي لم نشأ أن نتحدث عنها أنا و أحمد مجدي بعدما حدثت و لم نرد لأحد أن يعرفها ، و لذا أنا لن أنشرها ، و لكني هنا لأعلمه أن هذه الذكرى لم تغب عن بالي ، و سأظل أتذكرها و لن أخبر بها أحداً ، و سأتركها للأيام لتكون من نوادرنا التي نقصها علي ابنائنا أيام الجمع أثناء عطلات الدراسة .. 


3
مشروع تخرج


لا أذكر كم كان شاقاً .. فطعم النجاح مميز ، لا أذكر كم ليلة قضيناها بلا نوم ، فإمتياز لنا نحن الستة في مشروع التخرج تنسي أي متاعب ، حسناً .. أنا أذكر القليل . :) 
قررنا ضمن حملة التقشف التي فرضتها علينا مصادر تمويلنا في العام الأخير للدراسة أن نتقشف أيضاً أثناء إنهاء مشروع التخرج، ربما نوفر بعض الأموال لزج عدد لا بأس به من ليترات البنزين في جوف عزيزة العطشان كل فترة ، فهي كانت بمثابة جملنا في الصحراء، و كان القرار الجماعي الذي وافقنا عليه هو طباعة مشروع التخرج يدوياً، جهزنا الأحبار و حضرنا الأوراق ، و جلبنا ثلاثة طابعات ، خاصتي و الخاصة بيسري و الثالثة بعبد الحي و التي أظن أنني سافرت السعودية تاركاً اياها في دولابي ، أو ربما أخذها عبد الحي و لا أذكر أني أعطيتها اياه ، علي العموم .. نو بروبلم :) 
في البداية تعثرت طابعة يسري بدون أسباب واضحة ، أصابتها لعنة ما ، و بعدها انتقلت اللعنة لطابعة عبد الحي ، لا بأس هناك ثالثة تعمل ، و تعمل و تعمل .. و نملأ سرنجات الدواء و ندفعه داخل شايين خراطيش الحبر ، حتى فسدت الخرطوشة .. شيت .. _اللهم اني صائم_ ثم حاول أحمد فهمي صديقي قبل أن يكون أخي ، أن يعوض عني وجههي البائس و ملامحي العابسة و أنا أنظر نحو الخرطوشة الفاسدة ، فاستعمل جزء من راتبه -الذي كان ضيلاً حينها- -اللهم لا حسد- ليشتري لي خرطوشة جديدة و هو يقول " هذه مساهمتى في مشروع تخرجكم يا رفاق" ، شكرناه و لو كان ممكنا لكتبنا اسمه ليكون سابعنا :) في سابقة هي الأولى في كليتنا ، أن نكون ستة ضمن مجموعة عمل واحدة لعمل مشروع تخرج ، و في سابقة أخري كنا أخترا تنفيذ -استغفر الله العظيم- كازينو لألعاب الميسر -وليعاذ بالله- فما كان من الجميع إلا أن توقف لبرهه أمام خبلنا و نحن ندرس كيف سنقوم بعمل مشروع مماثل ، و يسري و هو يحضر أسعار الاعلانات في التلفزيون الاسرائيلي ، و أشياء مماثلة مريبة ، ربما التحدث عن مغامراتنا مع مشروع التخرج تحتاج تدوينة منفصلة ، لكنني ها هنا أعبر عن امتناني لصداقتي بأخوتي يسري و حسام و عبد الحي و عبد الرحمن و حسين و كذلك لأمتناني بأفكارنا المجنونة و التي كان من بينها السير حتى المنزل مرات عديدة ، من المنيل و حتى المهندسين . 
أصدقائي ، لو تعلمون كم أنا فخور بكم و تواق للعودة لأرض الوطن لنعمل سوياً .. 
كنتوا جيتولي السعودية :) 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أول عيد ميلاد في الغربة

رهف: لله مصير من سلك دربك .. صرخة أنثوية مرتفعة الصدى في وجه المجتمع.

مكتبتي #1 : الليالي الهادئة .. ميسلون هادي