عن تغير المزاج و التفاؤل المحتمل !

بالفعل انتهيت من أحلام مبعثرة، الرواية لم تكن أدباً بقدر ما هي مذكرات استأنسها عقلي و أخرجها علي الورق في شكل ما أدعيت انه ابداع، و ما هو إلا كلمات حالفني حظي أن أنمقها و أضعها بجوار بعضها في شكل نمطي منحها ما منحها من القوة و الرقة سوياً .. و علي العموم هي تجربة مريرة او جيدة فقد مرت بسلام، و ما إن مرت حتى بدأت أمر بتلك الأيام مجدداً، يوم أن انتهيت من وضع اللمسات الأخيرة علي أسانسير، و من قبلها رنه تليفون ، و هما قد يحالف احداهما الحظ و ترونها ضمن جناح دار أكتب في معرض الكتاب القادم مع الناشر المحترم يحيي هاشم. الآن أنا أمر بأيام مماثلة، لا شئ يريد أن يخرج علي الورق، حتى الأفكار الجاهزة التي كنت أعمل عليها جنباً إلى جنب مع أحلام مبعثرة، لم يعد لها وجود الآن. 
فقررت أن اتجه صوب أوراقي القدام لأجد بذرة رواية كان اسمها "سند محتاج سند" و كانت كلماتها متزنة جداً، و أحداثها واقعية جداً يغلب عليها رومانسية الفكرة كما أتذكر، لكنني وجدت فيما كتبت أني أنهيت ألفاً من الكلمات و ختمتها برسالة وداع لسند أخبره فيها أني لن أفتح له الباب .. و لن يخرج من أزقه الأفكار، لا بأس، ما يحيرني أني لا أتذكر اني كتبت هذا، و كنت أريد لسند حقاً أن يكون هو سندي في محنتي مع الكلمات، لكنني اكتشفت انه حقاً يحتاج سند ليخرجه من المأزق الذي علق به بسبب ضعف ارتباط كلماتي. 
فاتجهت صوب عشماوي و لا أعلم لماذا فقدت الحنين نحوه، ربما ثغرات الفكرة الدرامية منحتى طاقة سلبية لأتوقف عن تخيل عشماوي و هو يقرأ أفكار المحكوم عليهم بالموت، و لم تسعفني رومانسية الفكرة أيضاً في تقبل خط مزيد من الكلمات في هذه الرواية، فقط تركتها دون أن أدري هل أودعها أم أودعها درج الذكريات الي حين لا أعلم متى أفتحه لأجدها قابعة تنتظر مني رداً. 
و وجدت نفسي بعدها اتجه نحو عمر و احاول ان أخرجه من وكر النساء المشبوه الذي ألقيته فيه في آخر مشهد كتبته ، المشكلة أن المشهد لا ينتهي بالنسبة لي بالنجوم المميزة التي تفصل بين مشهدين، المشهد ينتهي بنهايته الحقيقية التي نراها في الواقع و ليست التي نقرأها في الكتب . و علي العموم ما زلت في حاجة لأنصح نفسي بشأن كيفية اتمام مشهد بكاءه بين أحضان مرأة سيئة السمعة .. فوداعاً موقتاً يا عمر.. 
لم يبقي الكثير بعد هذا ، فالثلاثة يعدوا هم المحاولات الجادة التي حظيت بها مؤخراً، فلا مترو و لا الوصية و لا الحفلة و لا نغمة واحدة قصيرة و لا هبوط اضطراري كانت أفكار تلح للأستمرار، هي فقط كانت محاولات ما لإخراج احساس واحد مر عرضياً ، و لا أعتقد انه سيستمر .. 
هذه التدوينة هي للفضفضة، و لا أعتقد أن بإمكان أحد مساعدتي، فأنا ما زلت اواجه مشكله ما مع ملهمتى :( و لا اعتقد اني سأحلها قريباً، أعرف ان كل ما احتاجه هو تغيير الحالة المزاجية التي امر بها الآن، و التي فيما يبدو ستزداد سوءاً مع مرور الوقت.. أريد أن أحدث بعض التغيير .. أن أكتب ابتسامه .. لكن جوهر الدراما هو الحزن .. لذا فابتسامتي لتغيير المزاج بلا جدوى .. 
.. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أول عيد ميلاد في الغربة

رهف: لله مصير من سلك دربك .. صرخة أنثوية مرتفعة الصدى في وجه المجتمع.

مكتبتي #1 : الليالي الهادئة .. ميسلون هادي