كيف أسعدتني و كيف خذلتني أنغام .. في حفل الأوبرا الأخير!!
لأول مرة هذا العام يطاردني حدث فني بهذه الدرجة، غالباً ما تقيم أنغام حفلة كل عام، لكنها أبداً لم تكن واضحة بالنسبة لي بقدر هذا العام، ربما لأني حبيس الغربة ولاني أقضي وقتاً كبيراً مستخدماً الشبكة العنكبوتية ، و ان اختراع زوكربرج منح كل الأخبار سرعة غريبة في الانتشار، فأصبح الفيسبوك مجتمع حقيقي نتداول فيه الشائعات و الأخبار تصل فيه لأبعد مما كنا نتخيل أن تأخذنا الصحافة المقروءة و حتى الألكترونية. علي العموم الفيسبوك مش موضوعنا دلوقتي
حفل الأوبرا ضمن فعاليات مهرجان الموسيقي العربية كان حفلاً مبدعاً، تغنت فيه أنغام بأفضل أغنياتها و لكن ليس علي الاطلاق، أختارت توليفة لا يجرأ أن يفعلها غيرها لتتغني بها علي مسرح الأوبرا أمام جمهور عريض و أمام أوركسترا قادة بحرفية و نعومة الموسيقار هاني فرحات .
أعجبتني خيارات أنغام بلا شك، فكل أغنياتها هي مفضلاتي، و أنا أمر بهدوء صباحي بين إذاعات الراديو سأتوقف لما أسمع صوت أنغام، و ليس كما أفعل مع أي مطرب، أتوقف له لأسمع ماذا يقول .. ثم .. مهلاً، هذه الأغنية لا تروقني، أما بالنسبة لأنغام فالأمر مختلف، فصوت أنغام الناعم وحده كفيل بنقلي لعالم آخر و كفيل بأن يمر الوقت بصورة مذهلة، أنسي و أنا أسمعها الوقت ببساطة. الصوت الطربي الذي أستطاع أن يلمس قلبي بحنانه و رقته و احساسه.
و لكن .. أنغام خذلتني! .. كيف هذا .. تباً.
خذلتني أنغام لما لم تتغني بأي من أغنياتها باللهجة الخليجية، ربما كانت لتكون "أنت مين" مناسبة جداً .. أو حتى "علي فكرة" .. أنا لا أطلب أن تتغني بـ "سهر" او "مالي و مال الناس" و لا حتى "شئ ضاع" ولا "عيدنا مبارك" .. و لا حتى ذهولي الجديد "سلامه رماحك" أو "يا تري وينك" .. أطلب أغنية يعلمها جيداً الجمهور المصري .. بل و أحبهما أيضاً .. لا بأس . ربما في حفل قادم ..
عندما أخذتنا أنغام للوراء قليلاً و تغنب بأعجوبتها "بحبك قولها للعالم" .. أذهلتني و لكن ما كان ليذهلني أكثر هو أن تغرقنا في الألم مع "مافهمتنيش" أو تذيبنا عشقاً كما تعودت دائماً أن تفعل و تطربنا بـ"بتحب مين" .. أو تصم آذاننا عن غيرها و هي تفهم العشاق معني الحب في "معنى حبي" .. كنت اتمنى لما تطلعت أنغام لتاريخها أن تخرج لنا ما لديها حقاً من أساطير غنائية قد لا يعلم عنها كثيرون، تمتعنا بها علي سفح مسرح الأوبرا الشهير .. أن تطل علينا بأغنية من زمن فات و تطربنا بـ"لا زلت أبحث عن سبب" .. أنا لم أطلب أغنياتها التقليدية ، فكلنا يعلم كيف تبدو "يا طيب" و "في الركن البعيد الهادي" و "شنطة سفر" علي المسرح، و جميعنا استمتع بهذه الطربيات، لكنني أردت أن تتغني أنغام بما طلبته فقط ..
ربما سأختصر كيف خذلتني حفلة أنغام في جملة واحدة بسيطة قصيرة سهلة الاستيعاب ..
ببساطة أردت أن لا يكون حفل أنغام ساعتان فقط ، بل أردت هذه الساعتان ... و عشر أضعافهم. لم أرد لأنغام أبداً أن تتخل عن المسرح ، أن تقضي ساعات حظر التجول تطربنا بحنان صوتها، و لينتهي الحظر و كل يذهب لحاله، أو تقرر أن تستمر للأبد واقفة فوق المسرح تغني لنا بلا انقطاع حتى الأبدية ..
في النهاية .. أعترف أن الغربة مقيتة لسبب كهذا .. أني لم أستطع أن أحضر حفل كهذا.. و بأن أنغام من المستحيل ان تحيي حفلاً في السعودية :( ..
دمتم في حفظ الله ..
و دامت أنغام مصدر من مصادر سعادتي المحدودة ..
تعليقات
إرسال تعليق