The Citizen .. للحيادية طريق !!
مر وقت طويل منذ شاهدت فيلماً ممتعاً، و مر وقتاً طويلاً أيضاً منذ كتبت عن أحد الأفلام أيضاً :ً( ربما منذ أغسطس 2012 ، عندما كتبت عن The Cabin in The wood ، و منذ فترة و سكريبتيشن متوقفة عن العمل جزئياً، و اتمنى ان تعود بالفعل للعمل لأنها كانت و لا زالت من الأماكن التي أشعر بالراحة و أنا أكتب لها، ربما هي شغلتني عن التدوين في مدونتي الشخصية لفترة كبيرة.
..
لنعد لفيلم خالد النبوي الممتع The Citizen ، أعترف ان خالد النبوي هو سبب مشاهدتي للفيلم، فخالد أعتبره و قد يختلف و يتفق معي كثيرين، انه أفضل ممثل في مصر، خياراته التمثيلية متقنه، ليس مقاولاً بقدر ما هو فنان، له سقطاته الفنية بدون شك، لكنها قليلة لحد الندرة، و ها هو الآن يعلن عن نفسه في سماء هوليوود بفيلم يدور حوله هو وحده، ربما هذه بداية جيدة لكنها ستحصر الأدوار التي ستعرض عليه في دور العربي المهاجر للولايات المتحدة و هو ما قد يكون نقمة بطريقة أو بأخرى، لكنه أدي فيلماً ممتعاً للغاية يحسب له في رصيده الفني .
الفيلم يبدأ بمقطع فلاش باك تقليدي لمحاكمة ابراهيم جراح، لبناني سمح له حظه بالفوز بيانصيب للحصول علي الجرين كارد ليسافر للولايات المتحدة و تصبح لديه فرصة في الحصول علي الجنسية الأمريكية بعد خمس سنوات من العيش في الولايات المتحدة و تخطي اختبارات الحصول علي الجنسية، لكن المخرج سام قاضي في تجربته السينمائية الطويلة الأولي يقف بنا عند تساؤل هام من بعده يعيدنا للموقف الذي بدأ معه الأمر كله، "ما الذي جاء بك إلي الولايات المتحدة؟" .. لا يبدو سؤالاً معقداً ..
خالد النبوي لعب دور ابراهيم جراح، لبناني سافر الي سوريا بعد الحرب الأهلية التي قضت علي أبواه، و لم يعد له شئ في لبنان يبكيه، و بعدها سافر أوائل التسعينات للكويت ليستقر هناك حتى عام 2001 عندما فاز باللوتاري ليسافر للولايات المتحدة، يسافر سعياً وراء أحلامه ببناء عائله و عمل يخصه، يكذب كذبه واحدة في المطار تودي به في السجن لمدة ستة أشهر بدون أن يوجه له اتهام مباشر، فقط ينعتونه بالارهابي.
قبل أحداث سجنه يقضي يوماً واحداً فقط خارج أسوار السجن، هذا اليوم سبق أحداث سبتمبر الشهيرة، يقابل دايان ، فتاة حسناء انقذها من حبيبها السكير فتصحبه في رحله اكتشاف معالم المدينة المضيئة، و ينضم لتظاهرة معارضة لبوش بحجة الحرية، ثم .. تنفجر الأحداث لدقائق، أحداث سبتمبر، فعملاء فيدراليون يلقون القبض عليه، و دايان تري هذا و تبدأ في بحثها عنه بلا فائدة، حتى خرج ليبحث عنها .. بعد ذلك يعود الهدوء شيئاً فشيئاً للأحداث، تساعده دايان علي التأقلم و البحث عن وظيفه، فيقال مو، و هو عربي أيضاً، يعمل معه في محطة الوقود إلي أن يقرر إغلاقها بعدما تمت مهاجمته، و في خضم الأحداث يساعد ابراهيم شاب بغير مأوي و يصطحبه معه لمنزل دايان الذي يسرق محتوياته.. تنفجر الأحداث من جديد ، يتدخل ابراهيم لينقذ شاب يهودي من براثن مجموعة شباب متهور، ليلقي نصيبه من الركلات و اللكمات ليتحول بعضها للبطل المهاجر، و تزين صورته الجرائد الكبري.
لم أسهب كثيراً في الأحداث و سأترك لكم الفرصة لمتابعة البقية الباقية منها، لكن الفيلم في هدوء مساراته مثير جداً، فيلم هادئ خرج به سامي كتجربة أولي له في غاية السلاسة و التحكم، لم أشعر بغياب الكاميرا عن التقاط أيه صور، بل كانت الصورة دائماً مناسبة و مرتبطه بالصوت في تناغم مميز، الأفلام التي تهتم بالدراما أكثر من الحركة قد نواجه صعوبة معها في تحركات الكاميرا و خلافه، لكن ها هنا كان الأمر أكثر بساطه و حيوية.
قد أضع بعض التحفظات بنفسي علي الفيلم فمثلاً، كان يجب التركيز علي لكنة النبوي الانجليزية التي لم تتغير أو تتطور مطلقاً خلال خمس سنوات، تطور طفيف لا يمكن أن يلحظة أحد، بإمكان النبوي أن يحدث فارقاً لو تحسنت انجليزيته أكثر ، أو لنقل تأمركت :)
طاقم العمل بداية من النبوي و مروراً بالحسناء أجنوس بروكنر و ريزوان مانجي و كاري اليوس بالطبع كان التناغم واضح بينهم ، قليلون هم ممثلوا هذه الأيام الذين قد تقتنع بهم بلا أوجه عابسة و لا ركض بلا معني .. و لأكن أكثر دقة، خارج أفلام الحركة.
فيلم The Citizen هو تجربة درامية جيدة جداً، يجب أن تحظوا بها، و لتتناسوا بالرغم من الصعوبة في ذلك أن خالد النبوي ممثل مصري خالص، و تشاهدوا الفيلم و تستمتعوا به كما هو، و تكتشفوا ان النبوي مصري في النهاية.
اتمنى أن يحظ النبوي باهتمام أكثر في هوليوود و أراه في أفلام أخري قريباً، بالرغم من انه قد تنحصر عليه أدوار العربي المهاجر أو العربي المتوطن .. عربي و السلام، هذه ليست مشكلة، لكنها ستكون مع مرور الوقت.
فيلم The Citizen في النهاية فيلم درامي انساني في المقام الأول يرقي لأن يتحدث قليل من السياسة، فتنشب الخلافات بين مدعي اليمقراطية و الديمقراطية الحقة، و ينشب الخلاف بين حرية أمريكا و سخطها علي معتقداتها، و يخرج سام قاضي من هذه المعضلة بهدوء و بلا زمجرات طرزانية، تاركاً خلفة دليل واضح ليتبعه من بعده من محبي سالكي هذا الدرب موضحاً لهم و لنا أن في السينما هناك دائماً للحيادية طريق.
تقييمي العام للفيلم 6.5/10
تقييمي العام للفيلم 6.5/10
تعليقات
إرسال تعليق