رسالة عادية جدا ١

عزيزتي "س"

عجيب هو أمري مع تلك الرسائل، كتبت فيما كتبت سابقا أني آخر من يكترث بخصوصيتة في هذا الشأن، فلا يهمني إن علم العالم أجمع أن فتاة استطاعت أن تجعلني ألتفت نحوها..

عموما فمرحبا بك على مساحتي الخاصة التي لا يقرأها ولا يفطن فحوى ما بها سوى أربع أو خمس أفراد على ما أظن .. وربما يكون هذا الرقم كبيرا جدا أيضا.

بداية، أنا لا اكترث بدافع كتابة هذه الرسالة، ربما علمي بأنك لن تقرأيها هو محرك قوي لكتابتها، فبرغم رغبتي الشديدة في التقرب منك إلا أن حواجز عملاقة تقف في طريقي ولا أجد سبيلا لمواجهتها على النحو الذي انتهى معه منتصرا محققا آمالي الحمقاء ..

واحقاقا للحق، انها اول مرة اكتب بها رسالة كهذه وتكون صاحبتها قريبة مني لهذا الحد، حد أني أستطيع التحدث إليها ورؤيتها في ظروف معينة، كل من كتبت لهن من قبل كن أبعد ما يكونون عني، لذا كانت الكتابة لهن مبررة بطريقة أو بأخرى، أما الكتابة لك فلا مبرر لها على ما اعتقد إلا لكوني راغبا في توثيق فشلي الجديد الذي انتظره معك ..

اعذري حماقتي التي سمحت لي بأن أخبرك في أول رسالة لك انك لم تكوني اول من اكتب له، وأن سابقاتك كثر، ولكن إذا سمحت لك الفرصة ولي بالتقارب، فستدركين كم أنت فريدة، فهذا الارتباك الذي يصيبني فور ظهورك ورغبتي في التحدث اليك عن أي شئ، وعصيان يداي عن المصافحة، لهو أمر مربك بلا شك، أستطيع أن اصافح المائة ويزيد من البشر يوميا، وأماكن اكتف بإشارة من مكان قصي، أخبرك الآن انك لا تلمحين كفي الملوح في الهواء سوى في المرة الثالثة أو الرابعة إن حالفني الحظ .. رغم اني استطيع ان اصافحك، فالجميع يفعل .. أما أنا افتقر الشجاعة، كما أفتقر الأمل .. فأنا اكتب كما قلت لتوثيق فشلي معك، أعلم قبل أن أبدأ أني منتهاي معك الفشل، فأنا فاشل كبير، اول ما ستواجهينه أن بحثت عن سيرتي الذاتية، نعم، فاشل كبير..

لا أريد أن اكتب رسالة طويلة ولكنه الحديث يتدفق بلا توقف، ربما هذا ايضا بدافع الخبرة اعتبره عرض من أعراض الفشل المبرح الذي تملك مني على نحو بت أخجل منه.. فربما هذه الفرصة لن تتكرر، أن اكتب، نعم، فأنا لا اكتب منذ مدة طويلة وكبيرة جدا أكاد أفقد القدرة على حسابها، لكنني توقفت أمام الليالي السابقة وقد خط فيها القلم بعنفوان وصدح بقوة أنه ما زال مالكا الرحيق، شتان الفارق بين ما قبل التلويح لك وبعد التلويح منك وابتسامتك من هذا البعد .. أني اكتب، فهذا يكفيك لتدركي كم انت فريدة .. ولكن لأصدقك القول، فهذا شئ يخيفني .. لأنني أرى الفشل يحلق بقربي كلما حاولت التقرب منك، وفشل جديد سيجبرني أن أعيد ضبط عدادات الزمن لأختبر فترة جدباء بلا حياة كالتي أخرجتني منها بفعل طفولتك وابتسامتك..

بعد أن أطلت بما يكفي، حرف السين ما هو إلا المجهول الرياضي الأشهر ليس إلا 😂

اتمنى أن تجدك هذه الرسالة بخير عندما تقع عينيك عليها، غير أني تام الثقة، انك لن تدركين اني أتحدث عنك ولو قرأتها مرات ومرات ..

دمت بخير 🌹

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أول عيد ميلاد في الغربة

رهف: لله مصير من سلك دربك .. صرخة أنثوية مرتفعة الصدى في وجه المجتمع.

مكتبتي #1 : الليالي الهادئة .. ميسلون هادي