رسالة عادية جدا ٤

عزيزتي "س"

ها أنا أبدأ الكتابة اليك، ولا أدري حقا ماذا سأكتب، لكنني افتقدك، وهنا منفذي الوحيد الذي استطيع من خلاله أن أخبرك اني افتقدك، دون أن أشعر أن افتقادي لك يشعرك بالانزعاج .. فكما تذكرين، لم احسن القول امامك في آخر مرة حاولت فيها أخبرك اني افتقدك ..
عموما لا اعتقد انك تقرأين هذا، ولكم هذا مريح بالمناسبة، فقرائتك لرسائلي اليك ستجعلك تعرفين اني لست آملا في الكثير فيما بيننا، فأنا أعرف أن إن كتب لعلاقتنا شكل ما، فإنها لن تستمر طويلا، فكما اخبرتك، كلما ازداد قربنا اقترب ابتعادنا، وربما باغفالك القراءة تطيلين من هذه المدة بين اقترابنا وابتعادنا لتسمحين لي باختبار الجنة بقربك ولو لقصير الوقت ..
ولكي أكون منصفا، فابتعادنا هذا ليس ذنبك بالمناسبة، إنما هي مشكلتي أنا، لعنتي أنا، فكما أخبرتك في رسالة لم تقرأيها، أن بنات حواء لا يتحملن سوء طباعي، مزاجيتي، سوء حالتي النفسية كلما أمسكت القلم وحاولت التشبث بقاع الواقع.
كما أننا لسنا متشابهين التشابة الذي يسمح لنا بالاستمرار، أتتخيلين انني اعرف هذا وطلبت مواعدتك بالأمس، أحاول بشتى الطرق أن أكسر كل تلك القواعد التي اختلقتها في سابق عهدي بالحياة من أجلك ..
ربما تختلف النهاية هذه المرة وتكونين انت كلمة السر التي باستخدامها ستختلف الحياة .. ربما ..
لكنني أعرف أن كلمات السر لا تؤتي بثمارها معي، لا شئ قادر على تخفيف وطأة الحياة من فوق كاهلي، حتى انت، ربما ابتسامتك تفعل ذلك قليلا، ربما عينيك الباسمة بالشغف تحاول، لكنني أدرك أنها لعنتي انا، ستمر الأيام وتفقد ابتسامتك تأثيرها، ولا استطيع رؤية هذه البسمة الشغوفة في عينيك .. وسينتهي كل شئ، فكما أخبرتك وسأظل، اللعنة تكمن في أنا ..

لا اجد ما اقول حقا غير
"يا مالكة الحرف المجهول الأشهر في علم الرياضيات، افتقدك"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أول عيد ميلاد في الغربة

رهف: لله مصير من سلك دربك .. صرخة أنثوية مرتفعة الصدى في وجه المجتمع.

مكتبتي #1 : الليالي الهادئة .. ميسلون هادي