رسالة عادية جدا ٢

عزيزتي "س"

كم أتمنى أن لا تقرأي هذا، وكم أرجو أن تقرأينه أيضا، شعوران متناقضان يلفان رأسي المثقل بهم القرب منك.
ربما أن قرأت، ستدركين فيم الهم، وستجدين تبريرا واضحا لما أفعله، وحتما بقلبك ستلتمسين لي العذر فيم أسلفت ..
اكتب هذه الرسالة بغرض التوثيق، أريد أن يظل عقلي على ضيق فراغه متذكرا لتفاصيلك، لتفاصيلنا معا، أريد أن اتذكرك كأجمل رحلة خاضها قلبي وانتهت بالفشل. توثيق فشلي هو غايتي، ثقتي في اني لن أحصل عليك أكبر حتى من أكبر فرصة سنحت لي بحياتي..
حتما تدركين هذا، فها أنا حينما أردت أن أخبرك اني اشتاق اليك قد اخترت أسوأ طريقة للتعبير عن هذا الشعور .. اخترت طريقة ملتوية كألعاب الحياة معي .. فلم أحسن قولها على النحو الذي يرضيك عني، فجاءت باهتة، ليست كما يجب أن تكون..
دعيني أثرثر قليلا هذه المرة، فربما تكون المرة الأخيرة التي اكتب لك فيها، وينتهي كل شئ سريعا وأضمك لقائمة فشلي الطويلة، بعد شهر من الآن سأصير بأكثر أعمار البشر ارباكا، سأتم عامي التاسع والعشرون، لا مفر من الكبر في هذه الحياة، وأعتقد أن هذا سببا كافيا يجعل مني الأخرق الذي أنا عليه.
سأخبرك بشئ بسيط لكنه معقد .. أنا خائف، بل أنا في أكثر حالاتي رعبا، وارتعابي هذا ليس من الوقوع في فشل جديد، فقد اعتدت على هذه النهايات، بل كل خوفي هو أن لا وقت لمزيد من الفشل، لم تعد لدي رفاهية الوقت، لذا فلتسمحي لي، فبمجرد أن افتقدك سأخبرك اني افتقدك، بمجرد أن أشعر اني في حاجة لأن أسير الي جوارك في طريق واحد متأملا معك صفحة السماء الصافية، سأدعوك في موعد غرامي ولا اكترث إن كان هذا مبكرا جدا قبل أن تسمح الطريقة التي أطور بها علاقتنا بهذا.
تو ما يعلو رنين القلب لن انتظر، سأخبرك بكل شئ، ولا اكترث، فأنا أعلم من الآن تمام العلم انك لست إلا فشلي الجديد ..
عزيزتي، ذات حرف اللغة العربية الذي يمثل المجهول الأشهر في عالم الرياضيات .. افتقدك 💟